لعلى
أمللت حضرتك وتفلسفت أيها القارئ الكريم بحكاية الرؤية من بعد، وآن أوان
إيضاح ما أقول: لا أشك أن اسم إيفون ريدلى الكاتبة والصحفية، فى صنداى
إكسبرس اللندنية، قد مر بحضرتك، وكانت قد اعتقلتها طالبان أواخر2001م
لدخولها أفغانستان بشكل غير شرعي، ودون جواز سفر، متنكرةً
بالشادرى الأفغاني، أثناء الغزو الأمريكى (اللى جاب زيت) ليسقط طالبان،
وكانت عنيدة شرسة، تسب آسريها، وتسمعهم أقبح الكلام، حتى إنها بصقت فى وجه
(أكبر راس) زارها آنذاك، فكان أن أعطوها جواز سفرها وأوصلوها للمطار، بعد
يقينهم أنها ليست جاسوسة، فلما رجعت لبريطانيا، بدأت تنظر للأمر من بعيد:
أهانتهم وسبتهم وقبحتهم وبصقت على وجوههم، فصبروا وحلموا، وما ضربوها، ولا
أهانوها، بل بالرفق والإكرام عاملوها، بل كانوا يستحون إذا نظروا إليها،
فأخذت تدرس الإسلام عامين ونصفًا، ثم - بمنتهى الشجاعة - أعلنت إسلامها،
وتحولت إلى داعية مدافعة عن الإسلام وأهله، ضد الأكاذيب والكاذبين!.
قبلها كان هناك رجل عنيف عنيد سيدنا معادٍ للإسلام وأهله، اسمه ثمامة بن أثال كان أمير اليمامة وأحد أشراف بنى حنيفة، وسيدًا من ساداتها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمكنه منه، وكان أن أسره المسلمون، وأتوا به رسول الله الرحيم العظيم، فأمر به فربط إلى عمود فى المسجد، ثم خرج رسول الله عليه فقال: ما لك يا ثمام (بيدلعه) هل أمكن الله منك؟ فقال: قد كان ذلك؛ يا محمد: إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالاً تعطه، وكان طوال اليوم يرى حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال أصحابه معه فى صمت وتأمل..
مضى رسول الله وتركه حتى إذا كان من الغد مر به، فكرر صلى الله عليه وسلم سؤاله، وكرر ثمامة جوابه بعناد وثبات، فلما كان اليوم الثالث كرر صلى الله عليه وسلم السؤال، وكرر ثمامة الجواب بعناد وثبات، فقال رسول الله: أطلقوه؛ قد عفوت عنك يا ثمامة !
خرج ثمامة حتى أتى بستانًا من حيطان المدينة، فاغتسل، وطهر ثيابه، ثم جاء إلى رسول الله وهو جالس فى المسجد فقال: يا محمد لقد كنتَ وما وجه أبغض إلى من وجهك، ولا دين أبغض إلى من دينك، ولا بلد أبغض إلى من بلدك، ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إلى من وجهك، ولا دين أحب إلى من دينك، ولا بلد أحب إلى من بلدك؛ وإنى أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله! يا رسول الله إنى كنت خرجت معتمرًا وأنا على دين قومى، فأسرنى أصحابك فى عمرتي؛ فسيرنى صلى الله عليك فى عمرتي، فسيره رسول الله فى عمرته، وعلّمه، فلما قدم مكة وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: صبأ ثمامة!.
فقال: والله ما صبوت، ولكننى أسلمت، وصدقت محمدًا وآمنت به. والذى نفس ثمامة بيده لا تأتيكم حبة حنطة من اليمامة؛ حتى يأذن فيها رسول الله، وانصرف إلى بلده ومنع الحمل إلى مكة، فجهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله يسألونه بأرحامهم – وهم على كفرهم - إلا كتب إلى ثمامة يخلى لهم حمل الطعام؛ ففعل ذلك رسول الله!
ولن أستقصى الناس الذين كانوا يجاهرون الإسلام العداوة، وهم ملايين من أهل الدين (اليهود والنصارى والمجوس وأصحاب الأديان الأخرى) ومن أهل الفكر، والأدب، والشعر، والمال، والجاه.. فالإشارة تكفى اللبيب..
وفى زماننا ابتعد أناس عن الإسلام زمنًا، وصنعوا لأنفسهم إسلامًا مستبيحًا، أو إسلاميًّا ماركسيًّا، أو إسلامًا فنيًّا أو أمريكيًّا، لا يمنع العري، ومشاهد الجماع، ويستبيح الخمر والزنا والشذوذ وجلسات الأنس باسم الفن والإبداع.. ثم رأوا الصورة فصححوا مواقعهم، وعادوا مدافعين عن الإسلام الأصيل، لا الإسلام (الأونطة) الذى صنعوه لأنفسهم.. وكان من هؤلاء المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة، الذى كان يساريٍّا متطرفًا، ثم أخذ الله بعقله حتى صار واحدًا من أهم المدافعين عن الإسلام الوسطى الرشيد، ولن أذكر عادل حسين، وعددًا من الفنانين، وبعض الشباب التكفيريين الذين هدى الله قلوبهم وعادوا خيرًا مما كانوا..
فهل ستعطى التجربة الجديدة لمصر البشر الذين عُبئوا وبشموا وانتفخوا بالاستباحة فى المنظومة الاشتراكية، فى منظمة الشباب الاشتراكي، ومعسكرات شباب الستينيات، وجلسات الأنس و(القعدات الخاصة) فى الغرز الثقافية، ليتعرفوا على الإسلام من جديد؟
هل سيفهم أولئك الذين لا يعرفون – إلى اليوم - كيف يتوضؤون أو يصلون، أو كيف ينطقون آيات فى المصحف الشريف، وتلقوا أفكارهم عن الدين من رفقاء شيوعيين على بارات أوروبا الشرقية، وروسيا، ومغارات الشيوعية الجاحدة؟.
هل سيفهم المهاييص بتوع الإعلام والأحزاب أن عليهم أن يتوقفوا احترامًا لعقولهم، ولدينهم، ولمصر، وللشعب المسلم الكريم!؟
أثق والله بجهلهم الكاااامل بالدين، والنبى الأمين وبرب العالمين، وترديدهم جملاً محفوظة، عن القهر الاجتماعي، والبطريركية الدينية، والسلاطين الظلمة، وظلم النساء، لكننى أتمنى أن يكونوا أمناء مع أنفسهم، ويقتربوا من الإسلام، ويجتهدوا فى فهمه على وجهه، كما فعل المفكر الكبير زكى نجيب محمود آخر عمره، ثم بعد ذلك إن شاؤوا آمنوا، وإن شاء أن يهنؤوا بجهنم؛ فلهم الخيار، ولا إكراه فى الدين؛ قد تبين الرشد من الغي)!
أرجوكم يا أساتذة يا (بُرَم): ابتعدتم كثيرًا، فاقتربوا، وأعيدوا النظر، وأنا واثق أنكم لو تجردتم ودققتم وأدركتم فستولدون من جديد، وكفى تدميرًا للحقيقة، وغشًّا للأمة، وإهانة للدين، وانحيازًا أعمى، وهروبًا من ربكم الرحمن الرحيم..
___________
عن الذين يبتعدون فيتغيرون، فيعُكُّون.. كتب الكاتب والشاعر شريف المنبَّاوى حتة عامية جميلة، يقول فيها:
محمدْ محمدْ محمد صليب/ مؤلف أغانى وشاعر أديب/ يجوز راح تقول ان اسمه غريب/ ولكن ح افهِّم جنابك قوام!
محمد محمد ومسلم قوي/ وممكن يهودى لئيم ملتوي/ وممكن صعيدى ومن ملَّوِي/ وممكن منوفي.. وممكن مدام!
وممكن يقول للبصل يا قمر/ ويحلف بإن البقر ع الشجر/ وفارش خدوده لعالم غجر/ وجاهز قفاه لاحتمال الْقِلام!
مؤلف أغانى ولكن بَلا/ وكاتبْ وشاعرْ ويلعب جلا/ وله فى الحياة كلِّها مشكلة/ ملخصها كلمة: حتدفع لى كام؟!
وتدفع.. فَيِكتِب أدب بالطلب/ تعوزه حماسي.. تعوزه طرب/ تعوزه فكاهى يقول لك: وجب/ كإنك فى مسمط.. بتطلب طعام!
ويعرف يزمَّر لكل العهود/ ويمسك كمنجة.. ويلعب بعود/ ولو (أمته) يحكموها اليهود/ حيصبح يهودي.. وممكن حاخام!
وِلُه حاسة سادسة تشم الميول/ وحافظ كويس أصول الأصول/ ويعرف يطاطي.. ويعرف يقول / يعيش أى حاجة.. ويضرب سلام!
فهمت ياللى ف بالي!؟
albasuni@hotmail.com
قبلها كان هناك رجل عنيف عنيد سيدنا معادٍ للإسلام وأهله، اسمه ثمامة بن أثال كان أمير اليمامة وأحد أشراف بنى حنيفة، وسيدًا من ساداتها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمكنه منه، وكان أن أسره المسلمون، وأتوا به رسول الله الرحيم العظيم، فأمر به فربط إلى عمود فى المسجد، ثم خرج رسول الله عليه فقال: ما لك يا ثمام (بيدلعه) هل أمكن الله منك؟ فقال: قد كان ذلك؛ يا محمد: إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالاً تعطه، وكان طوال اليوم يرى حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال أصحابه معه فى صمت وتأمل..
مضى رسول الله وتركه حتى إذا كان من الغد مر به، فكرر صلى الله عليه وسلم سؤاله، وكرر ثمامة جوابه بعناد وثبات، فلما كان اليوم الثالث كرر صلى الله عليه وسلم السؤال، وكرر ثمامة الجواب بعناد وثبات، فقال رسول الله: أطلقوه؛ قد عفوت عنك يا ثمامة !
خرج ثمامة حتى أتى بستانًا من حيطان المدينة، فاغتسل، وطهر ثيابه، ثم جاء إلى رسول الله وهو جالس فى المسجد فقال: يا محمد لقد كنتَ وما وجه أبغض إلى من وجهك، ولا دين أبغض إلى من دينك، ولا بلد أبغض إلى من بلدك، ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إلى من وجهك، ولا دين أحب إلى من دينك، ولا بلد أحب إلى من بلدك؛ وإنى أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله! يا رسول الله إنى كنت خرجت معتمرًا وأنا على دين قومى، فأسرنى أصحابك فى عمرتي؛ فسيرنى صلى الله عليك فى عمرتي، فسيره رسول الله فى عمرته، وعلّمه، فلما قدم مكة وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: صبأ ثمامة!.
فقال: والله ما صبوت، ولكننى أسلمت، وصدقت محمدًا وآمنت به. والذى نفس ثمامة بيده لا تأتيكم حبة حنطة من اليمامة؛ حتى يأذن فيها رسول الله، وانصرف إلى بلده ومنع الحمل إلى مكة، فجهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله يسألونه بأرحامهم – وهم على كفرهم - إلا كتب إلى ثمامة يخلى لهم حمل الطعام؛ ففعل ذلك رسول الله!
ولن أستقصى الناس الذين كانوا يجاهرون الإسلام العداوة، وهم ملايين من أهل الدين (اليهود والنصارى والمجوس وأصحاب الأديان الأخرى) ومن أهل الفكر، والأدب، والشعر، والمال، والجاه.. فالإشارة تكفى اللبيب..
وفى زماننا ابتعد أناس عن الإسلام زمنًا، وصنعوا لأنفسهم إسلامًا مستبيحًا، أو إسلاميًّا ماركسيًّا، أو إسلامًا فنيًّا أو أمريكيًّا، لا يمنع العري، ومشاهد الجماع، ويستبيح الخمر والزنا والشذوذ وجلسات الأنس باسم الفن والإبداع.. ثم رأوا الصورة فصححوا مواقعهم، وعادوا مدافعين عن الإسلام الأصيل، لا الإسلام (الأونطة) الذى صنعوه لأنفسهم.. وكان من هؤلاء المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة، الذى كان يساريٍّا متطرفًا، ثم أخذ الله بعقله حتى صار واحدًا من أهم المدافعين عن الإسلام الوسطى الرشيد، ولن أذكر عادل حسين، وعددًا من الفنانين، وبعض الشباب التكفيريين الذين هدى الله قلوبهم وعادوا خيرًا مما كانوا..
فهل ستعطى التجربة الجديدة لمصر البشر الذين عُبئوا وبشموا وانتفخوا بالاستباحة فى المنظومة الاشتراكية، فى منظمة الشباب الاشتراكي، ومعسكرات شباب الستينيات، وجلسات الأنس و(القعدات الخاصة) فى الغرز الثقافية، ليتعرفوا على الإسلام من جديد؟
هل سيفهم أولئك الذين لا يعرفون – إلى اليوم - كيف يتوضؤون أو يصلون، أو كيف ينطقون آيات فى المصحف الشريف، وتلقوا أفكارهم عن الدين من رفقاء شيوعيين على بارات أوروبا الشرقية، وروسيا، ومغارات الشيوعية الجاحدة؟.
هل سيفهم المهاييص بتوع الإعلام والأحزاب أن عليهم أن يتوقفوا احترامًا لعقولهم، ولدينهم، ولمصر، وللشعب المسلم الكريم!؟
أثق والله بجهلهم الكاااامل بالدين، والنبى الأمين وبرب العالمين، وترديدهم جملاً محفوظة، عن القهر الاجتماعي، والبطريركية الدينية، والسلاطين الظلمة، وظلم النساء، لكننى أتمنى أن يكونوا أمناء مع أنفسهم، ويقتربوا من الإسلام، ويجتهدوا فى فهمه على وجهه، كما فعل المفكر الكبير زكى نجيب محمود آخر عمره، ثم بعد ذلك إن شاؤوا آمنوا، وإن شاء أن يهنؤوا بجهنم؛ فلهم الخيار، ولا إكراه فى الدين؛ قد تبين الرشد من الغي)!
أرجوكم يا أساتذة يا (بُرَم): ابتعدتم كثيرًا، فاقتربوا، وأعيدوا النظر، وأنا واثق أنكم لو تجردتم ودققتم وأدركتم فستولدون من جديد، وكفى تدميرًا للحقيقة، وغشًّا للأمة، وإهانة للدين، وانحيازًا أعمى، وهروبًا من ربكم الرحمن الرحيم..
___________
عن الذين يبتعدون فيتغيرون، فيعُكُّون.. كتب الكاتب والشاعر شريف المنبَّاوى حتة عامية جميلة، يقول فيها:
محمدْ محمدْ محمد صليب/ مؤلف أغانى وشاعر أديب/ يجوز راح تقول ان اسمه غريب/ ولكن ح افهِّم جنابك قوام!
محمد محمد ومسلم قوي/ وممكن يهودى لئيم ملتوي/ وممكن صعيدى ومن ملَّوِي/ وممكن منوفي.. وممكن مدام!
وممكن يقول للبصل يا قمر/ ويحلف بإن البقر ع الشجر/ وفارش خدوده لعالم غجر/ وجاهز قفاه لاحتمال الْقِلام!
مؤلف أغانى ولكن بَلا/ وكاتبْ وشاعرْ ويلعب جلا/ وله فى الحياة كلِّها مشكلة/ ملخصها كلمة: حتدفع لى كام؟!
وتدفع.. فَيِكتِب أدب بالطلب/ تعوزه حماسي.. تعوزه طرب/ تعوزه فكاهى يقول لك: وجب/ كإنك فى مسمط.. بتطلب طعام!
ويعرف يزمَّر لكل العهود/ ويمسك كمنجة.. ويلعب بعود/ ولو (أمته) يحكموها اليهود/ حيصبح يهودي.. وممكن حاخام!
وِلُه حاسة سادسة تشم الميول/ وحافظ كويس أصول الأصول/ ويعرف يطاطي.. ويعرف يقول / يعيش أى حاجة.. ويضرب سلام!
فهمت ياللى ف بالي!؟
albasuni@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق