الأحد، 16 سبتمبر 2012

حقيقة الإسلام الإخواني ..


حقيقة الإسلام الإخواني ..
إن الجماعة التي ربطت منهجها بالديمقراطية الشركية لا يمكن أن تكون جادة في السعي إلى تحكيم شرع الله .
ومشهد الكتاتني وهو يشتاط غضبا بسبب رفع الأذان في البرلمان ومقاطعته ورفع الصوت عليه، وقتل حماس للموحدين الذين طالبوها بتطبيق الشريعة ..
كل ذلك يعكس الصورة الحقيقية للإسلام الذي تسعى الجماعات الإخوانية إلى تطبيقه .
قد تتنازل هذه الجماعات الإخوانية في بعض الأحيان وتتحدث عن الإسلام والعمل من أجل إعادته ..
لكن حين نسمع ذلك فلا ينبغي أن نفرح ..!
لأنها حين تعلن ذلك فهي لا تتحدث عن الإسلام كما نعرفه، وإنما تتحدث عن إسلام آخر!
إسلام لا يعرف إقامة الحدود ..
ولا يوجب الجهاد ..
ولا يفرض الجزية ..
ولا ينطلق من مبدأ الولاء والبراء !
ولا يمنع الاختلاط بين الرجال والنساء ..
ولا يفرق بين المسلم والكافر بل يراهما كركبتي البعير في التساوي !
إسلام لا يكفر بالديمقراطية، ولا يرفض القوانين الوضعية، ولا يتعارض مع تحكيم الشعب !
إسلام يرضى بالقانون الدولي ويتحاكم إلى شرعة المنظمة الكفرية المسماة بالأمم المتحدة !
هذا النوع من الإسلام هو الذي يدعو إليه القرضاوي وفهمي هويدي ومحمد سليم العوا والغنوشي وطارق السويدان وغيرهم من زنادقة العصر من الإخوان الذين رضعوا من ثدي الديمقراطية والقوانين الوضعية .
أترجون من أبناء هند مودة ... وقد أرضعَتْهم دَرَّ بِغضَتِها هندُ ؟
قال يونس بن عبيد: لابنه - وقد بلغه أنه سمع من عمرو بن عبيد - : أنهاك عن الزنا والسرقة وشرب الخمر، ولأن تلقى الله بهن أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه.
وإني أقول : لأن يلقى العبدُ ربَّه بالزنا والسرقة وشرب الخمر خير له من أن يلقاه بدين الديمقراطية الذي تدعو إليه جماعات الإخوان .
الجماعات الإخوانية تدربت على المناورات والمراوغات والحيل السياسية، وهم يعتمدون في خدعهم السياسية على اللعب بالمصطلحات وتغيير المفاهيم ..
ولهذا نجدهم اليوم يحددون لكل المسائل الشرعية التي انحرفوا فيها مفاهيم جديدة تكون متفقة مع ما وصلوا إليه من انحراف .
وقد أشرت إلى جملة من تحريفهم للمفاهيم الشرعية في كتاب : "سراق الوسطية" .
ومن ضمن المفاهيم التي سعوا إلى تحريفها : مفهوم تطبيق الشريعة .
حيث أصبح هذا المفهوم عندهم يختلف عما يعرفه المسلمون.
الغنوشي في مناظرة له مع إحدى العلمانيات عرف تطبيق الشريعة بأنه يعني فقط إقامة العدل ..واعتبر أن أكثر من 90% من القانون التونسي مأخوذ من الشريعة ..!
و يصرح القرضاوي في حلقة الشريعة والحياة بتاريخ : 02/01/2011، بأنه يدعو إلى تطبيق للشريعة يختلف عما هو معهود عند المسلمين .
حيث قال : (أمر طبيعي أن الناس تطالب بعودة الشريعة بتحكيم الشريعة ونحن من هؤلاء الذين نطالب بتحكيم.. على أن نحكم بالشريعة في ضوء اجتهاد جديد يراعي تغيرات الزمان والمكان والإنسان مش بنأخذ اللي في الكتب القديمة ونحكم)!
"الكتب القديمة " !!! ..."الكتب القديمة " !!!
وقال أيضا : (أنا اشترطت لكي نطبق الشريعة الإسلامية لا بد أن نفتح باب الاجتهاد في أمور كثيرة، يعني أنا أرى أن كثيرا من.. مثلا هناك هل يقتل المسلم بغير المسلم؟ لو واحد مسلم قتل واحدا من أهل الذمة من المواطنين، افرض مسلم مصري قتل قبطيا، يُقتص منه ولا لا؟)!!
فمن شروط تطبيق الشريعة أن نطبق اجتهادات القرضاوي !!
ومن اجتهاداته في الحدود قوله في هذه الحلقة : (الإسلام لا يقيم حد الزنا لأن الرجل زنا إنما يقيم حد الزنا لأنه فجر يعني ارتكب الزنا علانية جهارا نهارا بحيث يراه الناس)..
يعني أن الزنا ليس محرما لذاته وإنما المحرم هو المجاهرة به !!
واشترط كذلك لإقامة الحد على الزاني أن يكون عارفا بطبيعة العقوبة التي يستحقها !!
أيمكن أن يكون هؤلاء الذين أنكروا المعلوم من الدين بالضرورة كحد الردة وجهاد النشر وفرض الجزية هم من سيقود الناس إلى شريعة رب العالمين ..؟
ومن يكن الغرابُ له دليلاً ... يمر به على جيف الكلابِ ..!
إن هذه الجماعات التي تدعي أنها إسلامية وأنها تدعو إلى الإسلام هي في الواقع في أمس الحاجة إلى من يدعوها إلى الإسلام ..
بالملح نصلح ما نخشى تغيره ... فكيف بالملح إن حلت به الغير!
العقلية الإخوانية ليست هي العقلية المؤهلة لحماية الشرع والذود عنه والسعي إلى تطبيقه ..
العقلية الإخوانية في حاجة إلى فهم الشريعة وفي حاجة إلى التوافق مع الشريعة .
لقد تراكمت عليها السموم الفكرية الشبهات المضلة والأفكار الدخيلة وتأثرت بالمناهج المنحرفة .
وعلاج الأبدان أيسر خطبا ... حين تعتلّ من علاج العقول .
لقد حاول الإخوان مجارة العلمانيين وأعلنوا التزامهم بالديمقراطية الشركية وعدم تبنيهم لإقامة الدولة الدينية وتخليهم عن المطالبة بتطبيق الحدود الشرعية وتخلوا عن الكثير من المبادئ والأحكام الدينية بحجة تقريب الإسلام من الآخر ..!
مساوٍ لو قُسمن على الغواني ... لما أمهرن إلا بالطَّلاق .
لكن مسلسل التقريب المزعوم ظل يتطور ويستمر حتى أصبح الأمر يتعلق بتحول جذري من المنهج الديني الملتزم بالإسلام إلى المنهج العلماني المتحلل من كل القيود الدينية !
يذكر في بعض الأمثال الشعبية أن طائرا أعجبته مشية فصيل آخر من الطيور فحاول تقليدها لبعض الوقت فلم ينجح..فحاول الرجوع لمشيته الطبيعية فلم يستطع ..!
أما بالنسبة للإخوان فقد نجحوا في تقليد الفصيل الآخر بل فاقوه، لكنهم فشلوا في الرجوع إلى مشيتهم الأصلية ..!
لقد فارقوا المنهج الإسلامي الأصيل وتمسكوا بالمنهج العلماني العليل ..
فهل يمكن أن يطبق شرع الله ويتم الالتزام به انطلاقا من هذا المنهج المنحرف ؟
وهل ينبت الخطي إلا وشيجه ...وتغرس إلا في منابتها النخل ؟
قبل أن نطالب الإخوان بتطبيق الشريعة ينبغي أن نطالبهم بالعودة إلى منهج الشريعة فتلك هي الخطوة الأولى..
أما وهم متمسكون بمنهجهم المنحرف فليس من العقل مطالبتهم بتطبيق الشريعة ..لأن فاقد الشيء لا يعطيه .
هل يطلب الماء ممن يشتكي عطشا ؟..هل يطلب الثوب ممن جسمه عار؟
وفي الحكمة المشهورة : من ضيع الأصول حرم الوصول .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق