الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

عصابات الطاغية بشار الأسد

      في تطورٍ دمويٍ مروّعٍ , لمسلسل القتل والإجرام  الذي ترتكبه يومياً عصابات الطاغية  بشار الأسد ,  بحقِ المواطنين السوريين العزّل, وبعد سلسلة من حملات الابادة الجماعية, التي اجتاحت البلاد من أقصاها إلى أقصاها, نفذت هذه العصابات , صبيحة الخميس/12/7 / 2012 /, مجزرة في بلدة التريمسة التابعة لمحافظة حماه, هي الأكثر دموية منذ بداية الثورة. فبعد أن أطبقت على جميع مداخلها , بأكثر من مئتي دبابة ومدرعة , ترافقها ناقلات جند وشبيحة, والعديد من الحوامات الحربية , أمطرت سماءها بوابل من القذائف ,   ممهدةً الطريق لشبيحتها المشبعة بالحقد الطائفي . فقامت بحملة تنكيل تذكرنا بغزوات القرون الوسطى ,  من قتلٍ وذبحٍ ,  وحرقٍ وإعدام ٍ . فخلّفت وراءها أكثر من  مئتين وخمسين شهيداً ,  تحت أنقاض البيوت والمدارس والمرافق العامّة المدمّرة والمحروقة , كما عثر على أربعين جثّةٍ متفحّمةٍ  , ووجد مثلها مرمية  في نهر العاصي ,إضافة لأكثر من ستمائة جريحٍ وخمسمائة مفقودٍ . واقتاد المجرمون ثلاثمئة مواطناً إلى جهةٍ مجهولة.

                                             

    لم تثنِ بربرية النظام الثوار أو تكسر إرادتهم , فقدألهبت أنباء المجزرة ووقائعها مشاعر الملايين من السوريين , فخرجت حشودهم في تظاهرات غاضبة\ ,  معلنةً استنكارها ,  وتضامنها مع محنة أهلنا في التريمسة , حيث تجاوز تمانمئة  تظاهرةٍ   ,غصّت بها شوارع معظم المحافظات السورية, فشهدت دمشق وحدها أكثر من ستٍ وسبعين تظاهرة,ولاتزال هذه التظاهرات متواصلة .

                                                   *             *             *

    توالت ردود الافعال العربية والدولية المنددة بالمجزرة. ففي مؤتمرٍ صحفيٍّ عاجلٍ ,طالب المجلس الوطني السوري مجلس الأمن بعقد جلسةٍ طارئةٍ لبحث سبل وقف القتل و حماية الشعب السوري , وفتح تحقيقٍ دولي بهذه المجازر وإحالة مرتكبيها إلى محكمة الجنايات الدولية.كما طالب الجامعة العربية باجتماعٍ عاجلٍ لمجلس وزراء الخارجية العرب لاتخاذ تدابير عاجلة , بمافيها ارسال قوة عربية تضع حداً لجرائم النظام . وحمّل العديد من المنظمات السورية روسيا والصين والنظام وكوفي انان المسؤولية عن المجزرة  . عربياً : حمّل الأمين العام للجامعة العربية  النظام السوري مسئولية المجزرة داعياً لتحركٍ دولي . كما دانها مجلس التعاون الخليجي ,وحضّ مجلس الأمن على التحرك تحت الفصل السابع , واصفاً إياها بالعمل الإرهابي الذي يتنافى مع مباديء الدين والقيم الانسانية والاخلاقية ,  مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق دولية .  وعلى الصعيد الدولي دان الاتحاد الأوربي المجزرة , واعتبرها انتهاكاً صارخاً لخطة أنان , فيما اعتبرتها كلينتون دليلاً على أنَّ الأسد يقتل شعبه البريء عمداً , وأنَّ لااستقرار ولاحلّ ولاديمقراطية في سوريا إلّا برحيله .  وحمّلت فرنسا النظام مسئوليتها ,  محذرة روسيا والصين من مغبّة استمرار دعمهما للأسد . وأجمع المراقبون الدوليون على أنّ ماجرى هو مجزرة  نفذها النظام  بدباباته وطائراته .

                                                  *                *               *                                                                  

     تاتي هذه المجزرة كسابقاته , على خلفية تخبط النظام  وتضعضع أركانه ,  وتعمّق الشروخ والتصدعات في بنيته . فهو    وفي, سياق محاولاته المستميتة لحرف الصراع وجر البلاد نحو الاقتتال الطائفي, يسعى لنقل كرة النار إلى الملعب الإقليمي , للافلات  من وطأة الازمة الوطنية العميقة  التي تكاد تخنقه ولتحويلها إلى أزمة إقليمية أو دولية  .  كما تندرج أيضاً في لعبة استباق الزمن, والاستفادة القصوى من تخاذل المجتمع العربي والدولي , لفرض وقائع على الأرض ,  تساعده على اجهاض الثورة , وكسر إرادة الشعب الثائر .        

     إنّ شعبنا السوري الذي مابرح يتضرج بدماء شهدائه , على مرأى ومسمعٍ العالم بأسره ,  يضع هذه المجزرة ومثيلاتها , انسانياً وأخلاقياً وسياسياً , برسم الضمير العالمي والإنساني . وأن استمرارها بات يشكل وصمة عارٍ على جبين كل الأطراف العربية والدولية والإقليمية , متسائلاً باستنكار : أما آن الأوان لهذا الدم المسفوح أن يتوقف ؟! هل انعدمت الحيلة والارادة لدى المجتمع الدولي ليحزم أمره  ويتجاوز روسيا والصين استجابة  لتطلعات الشعب المقهور في الحرية  والديمقراطية  والكرامة الانسانية , وليضع حدّاً لطيش النظام السوري المتوحش ؟! . وكيف يساوي المبعوث الدولي أنان بين الضحية والقاتل ؟, وهل يدرك هذا الوسيط" المحايد"  مخاطر تصريحاته الأخيرة وسلوكه المشبوه حيث يتوجه إلى  ملالي إيران , أشدُّ أعداء الثورة السورية . 

     نحن في حزب الشعب الديمقراطي السوري ,  إذ نستنكر مجزرة التريمسة  ,  نهيب بالمجتمع الدولي  أن يتخذَ القرارات الحازمة لردع النظام  تحت الفصل السابع ,كما ندعو شعبنا السوري بجميع فئاته وأطيافه أن يوحد  صفوفه لإزاحة هذا النظام المجرم, فلم يعد من مبررٍ لأيّ فريقٍ مهما كان توجهه , أن يقف موقف المتفرج بعد هذه الجرائم المتكررة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق