السيدة هيلاري
كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية لخصت عدم فهم حكومتها للعالم الاسلامي
واولوياته عندما اعربت عن استغرابها وخيبة املها من اقدام ليبيين على
اقتحام القنصلية الامريكية في مدينة بنغازي وقتل السفير وثلاثة من
الدبلوماسيين، احتجاجا على الفيلم الهابط المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم
ومليار ونصف المليار مسلم ينتشرون في مختلف انحاء العالم.
صحيح ان طائرات حلف الناتو هي التي حمت مدينة بنغازي واهلها من مذبحة كانت تعد لهم حسب التقديرات الغربية في حينها، وصحيح ايضا ان هذه الطائرات هي التي لعبت الدور الاكبر في اطاحة نظام العقيد معمر القذافي، ولكن الصحيح ايضا ان الشعب الليبي شعب مسلم لا يقبل مطلقا اهانة عقيدته وانبيائه، والدفاع عن هذه العقيدة يتصدر اولوياته جميعا.
الدكتور محمد المقريف رئيس البرلمان الليبي لم ينكر احتمالات تورط تنظيم 'القاعدة' في هذا الهجوم للانتقام من اغتيال الرجل الثاني على سلم قيادته، اي الشيخ ابو يحيى الليبي، ولكن السيدة كلينتون وحكومتها انكرت الدور الذي لعبته الجماعات الجهادية في تغيير النظام السابق ايضا ومن بينها وحدات تابعة لتنظيم 'القاعدة'.
الفتاوى التي صدرت عن مرجعيات اسلامية على رأسها الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين، علاوة على مفتي المملكة العربية السعودية، بعدم جواز اقتحام السفارات وقتل الدبلوماسيين لعبت دورا كبيرا في تهدئة الشارع العربي وتخفيف حدة الاحتجاجات، والمطلوب من الادارة الامريكية ان ترتقي الى الدرجة نفسها من المسؤولية وتضع حدا لهذا التطاول المتكرر والمعيب على الدين الاسلامي وكتابه العزيز ورسوله الاكرم.
وربما يجادل البعض محقا بان الدستور الامريكي يؤكد على حرية التعبير باشكالها كافة، وان عشرات الافلام والكتب والبرامج تصدر سنويا تسيء الى السيد المسيح عليه السلام والسيدة مريم العذراء كرم الله وجهها، ولكن حرية التعبير هذه لم تمنع صدور قوانين تدين اي انكار للمحرقة او التشكيك في ارقام ضحاياها.
الدساتير ليست مقدسة، لانها ليست كتبا سماوية، وبالتالي يمكن تعديلها، او بعض موادها، اذا كان هذا التعديل يجرم التطاول على ديانات سماوية، ويؤسس لاحترام معتقدات الآخرين، وتجنب جرح مشاعرهم، ويكرس التعايش بين الاديان واتباعها.
الاساءات المتكررة للدين الاسلامي في الغرب لم تعد تهدد التعايش بين الاديان، او الشرق والغرب، او المسلمين والمسيحيين فقط، وانما تهدد أمن العالم واستقراره ايضا، وربما تؤدي الى حروب بين الدول والشعوب تزهق ارواح مئات الآلاف وربما ملايين البشر الابرياء.
اقتحام السفارات الامريكية وقتل دبلوماسييها يعتبر اعلان حرب وفق الدستور الامريكي يستدعي ارسال حاملات الطائرات وقوات المارينز، ونحن على ثقة لو ان ما حدث في بنغازي من اقتحام وقع في زمن النظام السابق لاجتاحت القوات الامريكية ليبيا واحتلتها، واذا كانت امتنعت عن هذا الامر هذه المرة، فذلك لان النظام في طرابلس موال للولايات المتحدة ويقدر جميلها في اطاحة النظام السابق.
الولايات المتحدة ترتكب خطأ فادحا عندما ترسل وحدات من قوات المارينز تحت ذريعة حماية سفاراتها في بعض الدول العربية مستغلة ضعفها، وقد احسنت صنعا بعض الدول، مثل السودان واليمن عندما رفضت وجود هذه القوات على اراضيها، لان هذا الوجود يعني انتقاصا من السيادة وقد يرتقي الى درجة الاحتلال، الامر الذي سيؤدي الى استفزاز المشاعر الوطنية والدينية وتبرير اقدام البعض على مقاومته مثلما يحدث في افغانستان حاليا وقبلها في العراق قبل انسحاب القوات الامريكية. ويكفي الاشارة الى انه بالامس فقط سقط اربعة جنود امريكيين قتلى في هجوم شنته قوات طالبان على قاعدة جوية علاوة على تحطيم ست طائرات.
هدوء الاحتجاجات لا يعني طي صفحة الاساءات المطلوب ايجاد حل جذري لها، باصدار تشريعات حازمة تحترم جميع الاديان وانبيائها وعلى رأسها الدين الاسلامي. والا فان رد الفعل على اي اساءة قادمة، ومهما كان مصدرها، ربما يكون اعنف بكثير من كل الاحتجاجات السابقة.Twier: @abdelbariatwan
صحيح ان طائرات حلف الناتو هي التي حمت مدينة بنغازي واهلها من مذبحة كانت تعد لهم حسب التقديرات الغربية في حينها، وصحيح ايضا ان هذه الطائرات هي التي لعبت الدور الاكبر في اطاحة نظام العقيد معمر القذافي، ولكن الصحيح ايضا ان الشعب الليبي شعب مسلم لا يقبل مطلقا اهانة عقيدته وانبيائه، والدفاع عن هذه العقيدة يتصدر اولوياته جميعا.
الدكتور محمد المقريف رئيس البرلمان الليبي لم ينكر احتمالات تورط تنظيم 'القاعدة' في هذا الهجوم للانتقام من اغتيال الرجل الثاني على سلم قيادته، اي الشيخ ابو يحيى الليبي، ولكن السيدة كلينتون وحكومتها انكرت الدور الذي لعبته الجماعات الجهادية في تغيير النظام السابق ايضا ومن بينها وحدات تابعة لتنظيم 'القاعدة'.
الفتاوى التي صدرت عن مرجعيات اسلامية على رأسها الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين، علاوة على مفتي المملكة العربية السعودية، بعدم جواز اقتحام السفارات وقتل الدبلوماسيين لعبت دورا كبيرا في تهدئة الشارع العربي وتخفيف حدة الاحتجاجات، والمطلوب من الادارة الامريكية ان ترتقي الى الدرجة نفسها من المسؤولية وتضع حدا لهذا التطاول المتكرر والمعيب على الدين الاسلامي وكتابه العزيز ورسوله الاكرم.
وربما يجادل البعض محقا بان الدستور الامريكي يؤكد على حرية التعبير باشكالها كافة، وان عشرات الافلام والكتب والبرامج تصدر سنويا تسيء الى السيد المسيح عليه السلام والسيدة مريم العذراء كرم الله وجهها، ولكن حرية التعبير هذه لم تمنع صدور قوانين تدين اي انكار للمحرقة او التشكيك في ارقام ضحاياها.
الدساتير ليست مقدسة، لانها ليست كتبا سماوية، وبالتالي يمكن تعديلها، او بعض موادها، اذا كان هذا التعديل يجرم التطاول على ديانات سماوية، ويؤسس لاحترام معتقدات الآخرين، وتجنب جرح مشاعرهم، ويكرس التعايش بين الاديان واتباعها.
الاساءات المتكررة للدين الاسلامي في الغرب لم تعد تهدد التعايش بين الاديان، او الشرق والغرب، او المسلمين والمسيحيين فقط، وانما تهدد أمن العالم واستقراره ايضا، وربما تؤدي الى حروب بين الدول والشعوب تزهق ارواح مئات الآلاف وربما ملايين البشر الابرياء.
اقتحام السفارات الامريكية وقتل دبلوماسييها يعتبر اعلان حرب وفق الدستور الامريكي يستدعي ارسال حاملات الطائرات وقوات المارينز، ونحن على ثقة لو ان ما حدث في بنغازي من اقتحام وقع في زمن النظام السابق لاجتاحت القوات الامريكية ليبيا واحتلتها، واذا كانت امتنعت عن هذا الامر هذه المرة، فذلك لان النظام في طرابلس موال للولايات المتحدة ويقدر جميلها في اطاحة النظام السابق.
الولايات المتحدة ترتكب خطأ فادحا عندما ترسل وحدات من قوات المارينز تحت ذريعة حماية سفاراتها في بعض الدول العربية مستغلة ضعفها، وقد احسنت صنعا بعض الدول، مثل السودان واليمن عندما رفضت وجود هذه القوات على اراضيها، لان هذا الوجود يعني انتقاصا من السيادة وقد يرتقي الى درجة الاحتلال، الامر الذي سيؤدي الى استفزاز المشاعر الوطنية والدينية وتبرير اقدام البعض على مقاومته مثلما يحدث في افغانستان حاليا وقبلها في العراق قبل انسحاب القوات الامريكية. ويكفي الاشارة الى انه بالامس فقط سقط اربعة جنود امريكيين قتلى في هجوم شنته قوات طالبان على قاعدة جوية علاوة على تحطيم ست طائرات.
هدوء الاحتجاجات لا يعني طي صفحة الاساءات المطلوب ايجاد حل جذري لها، باصدار تشريعات حازمة تحترم جميع الاديان وانبيائها وعلى رأسها الدين الاسلامي. والا فان رد الفعل على اي اساءة قادمة، ومهما كان مصدرها، ربما يكون اعنف بكثير من كل الاحتجاجات السابقة.Twier: @abdelbariatwan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق