الأحد، 16 سبتمبر 2012

الإخواني ..كائن برمائي ..!


الإخواني ..كائن برمائي ..!
قال محمد ابن إسماعيل البخاري في صحيحه :
(- حدثنا أبو نعيم، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال أناس لابن عمر إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم قال : كنا نعدها نفاقا.
- حدثنا قتيبة، صلى الله عليه وسلم يقول : إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه) اهـ .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "مثل المنافق كمثل حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله الشاة العائرة بين الغنمين، تعيرُ إلى هذه مرة وإلى هذه مرة ولا تدري أيهما تتبع". أخرجه مسلم وزيادة : "لا تدري أيهما تتبع" عند أحمد وابن حبان.
[ ( العائرة ) المترددة الحائرة ( تعير ) أي تتردد وتذهب ].
وعن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من كان له وجهان في الدنيا، كان له يوم القيامة لسانان من نار".رواه أبو داود، وابن حبان في "صحيحه" .
و عن أنس - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان ذا لسانين، جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار". رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت" والطبراني و الأصبهاني وغيرهم.
من السمات الثابتة لسياسة الإخوان أنها تسير في كل الاتجاهات مهما بدت متناقضة أو مختلفة.
فهم يعتمدون على منهجية "ذي الوجهين" لأنهم يحاولون إرضاء الجميع ..!
وهم يتشكلون بكل ألوان الطيف ..حيث يوجد فيهم المسلم الملتزم والعلماني المتزندق والصوفي والأشعري والمعتزلي والمتشيع والملتحي والحليق والمنقبة والسافرة والعارية والمتغني بالشريعة والمتهوك في الديمقراطية .
حتى صحّ فيهم المثل : "كل الصيد في جوف الفرا "..!
وهذا المزيج المتناقض دليل على أنهم يخاطبون كل فئة بما يتناسب مع مزاجها وميولها لإرضائها واستمالتها .
وهكذا نجد أن تصريحاتهم تختلف زمانا ومكانا ..
فعندما يكون الحديث مع وسائل الإعلام في البلدان الإسلامية يكون أكثر انضباطا بالشرع من أجل دغدغة مشاعر جمهور الناخبين .
وعندما يكون الحديث مع وسائل الإعلام الغربية تظهر الميول العلمانية والمنطلقات اللادينية ..
أنا مسلم عار علي وسبة
 
وأنا العزيز لكافر أتملق
  
أو أن أمارس كل يوم فكرة
 
ليقودني فيها حمار ينطق
  
ومع تتبع تصريحاتهم نجدها دائما متضاربة، ولا يستطيع أحد الاعتراض على أي تصريح أو موقف للإخوان، لأنه بمجرد اعتراضه سوف يخرج له تصريح أو موقف آخر يتفق مع وجهة النظر التي يدعو إليها ..
جاء في الخبر : الإخوان سيمنعون الخمر ..
قال القيادى الإخوانى صبحى صالح، نائب الحرية والعدالة عن دائرة الرمل بالإسكندرية، إن السياحة فى مصر ليست عرى أو عهرا، وحزب الحرية والعدالة سيمنع الخمر، ومن يختزل صناعة السياحة فى تلك المفاسد فهو يسب المصريين جميعا، لأن هذا الشعب لا يتعايش على العرى والخمر والتهتك.
وأكد صالح على أن حزب الحرية والعدالة سوف يقوم بمنع الخمر، مشيرا إلى أن من يدافع عن تلك الفواحش باسم السياحة هو غير أمين على شعب مصر، وأن صناديق الاقتراع كانت صاحبة أبلغ رد على من يتحدثون باسم السياحة التى يرون أنها ستنهار فى ظل سيطرة الإسلاميين بسبب منع الخمور والعرى والبكينى ([1]).
وجاء في الخبر الآخر : الإخوان لن يمنعوا الخمر ..
أكد محمد سعد الكتاتني أمين عام حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، ان الأقباط شركاء في الوطن وحقوقهم مصانة بحكم الشريعة الإسلامية، نافيا ان تقوم الجماعة بكبت الحريات العامة وفرض الحجاب ومنع احتساء الخمر.
واعلن الأمين العام لحزب الحرية والعدالة ان "احتساء الخمور في المنازل حرية شخصية، كما أننا نعتبر الفنادق أماكن خاصة، وبالتالي هذا يدخل ضمن الحرية الشخصية" ([2]).
وفي موضوع آخر متعلق بالزكاة جاء في الخبر :
الحرية والعدالة": الزكاة ستفرض إجباريا
قال عضو حزب الحرية والعدالة عبد الحافظ الصاوي -اليوم الاثنين- خلال لقائه علي قناة "بي بي سي": إن الحزب سيطرح تشريعا تكون فيه الزكاة إجبارية على كل مسلم، مشيراً أن تمويل موارد الدولة تتطلب إعادة هيكلة الإنفاق فى الموازنة العامة، وهو ما تبناه الحزب فى تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي.
واستطرد الصاوي قائلا: إن الجماعة بصدد وضع تشريع ينظم وضع الزكاة على أن يكون هناك صندوق مركزي يتبعه صناديق فرعية فى المحافظات، ويتم استخراج إقرار زكاة يشابه الإقرار الضريبي، وسيكون إجباريا علي كل المسلمين ويمكن أن يصبح اختياريا على الإخوان الأقباط إن أرادوا المشاركة والاستفادة من أموال الزكاة علي جميع المصريين.
وأضاف أن الزكاة ستكون إلزامية بجانب الإقرارات الضريبية ولن نستغني عن الضرائب، مستشهدا بالنموذج الماليزي ([3]).
وجاء في الخبر الآخر:
 الكتاتني: "الحرية والعدالة" لن يتدخل فى تنظيم الزكاة ..
أكد الدكتور محمد سعد الكتاتنى، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، أن الزكاة فريضة شرعية واجبة على الأغنياء، وهى حق للفقراء تصرف فى مصارفها الشرعية.
وأضاف الكتاتنى، أن الحزب لا يتدخل فى آليات ووسائل تنظيم الزكاة، لأنها ليس من مسئولياته كحزب، وأن هذا الأمر متروك لمجلس الشعب وللحكومات القادمة، بعد مناقشة مجتمعية مستفيضة لتحقيق المقاصد العليا للشريعة.
وشدد الكتاتنى أن الحزب يعمل حاليا وفق برنامجه الانتخابى، على تشجيع المسلمين القادرين على إخراج زكاة أموالهم وصرفها فى الأوجه الشرعية ([4]).
هذا التناقض والتضارب في الأقوال والمواقف الذي يحدث من حين لآخر لا يقع على سبيل الخطأ ..بل هو أمر مقصود وسياسة متبعة , وتقاسم للأدوار..
 انظر مثلا إلى موقف حماس من قضية المقاومة فهي تتبنى منهج اللاسلم واللاحرب في آن معا ..!
فلا هي قامت بالجهاد أو تركت حتى من يقوم به ..ولا هي اعترفت صراحة بتخليها عنه ..!
وفي أثناء ذالك تخرج التصريحات المتضاربة ويتم تصوير المسألة بأنها نزاع داخلي لن يحسم إلى قيام الساعة ..حتى يحدث تقاسم الأدوار المطلوب !
ورد في موقع التغيير :
أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى وجود خلافات بين قيادات حركة حماس وسط تقارير عن عزم الحركة التحول من الكفاح المسلح إلى حركة مقاومة شعبية لا تمارس العنف.
وكشفت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر طلبت سرا من حماس وقف أنشطتها العسكرية كاملة والقيام بأنشطة سياسية فحسب .
وأضافت الجارديان أن رئيس المكتب السياسي خالد مشعل ألمح في الأسابيع القليلة الماضية إلى أن الحركة تقوم بتحول استراتيجي من الكفاح المسلح إلى المقاومة الشعبية، غير أن محمود الزهار القيادي في الحركة داخل القطاع قد أبلغ الصحيفة بأنه لن يكون هناك أي تغيير فيما يتعلق بتوجهنا وتفكيرنا إزاء النزاع.
وتنقل الصحيفة عن مجلة جينز المختصة بالشؤون الاستراتيجية والدفاعية في عددها الشهر الماضي أن قيادات أمنية رفيعة داخل حماس أبلغتها بأن الحركة قد قبلت للمرة الأولى منذ تأسيسها عام 1987 تحولها من مقاومة مسلحة إلى اللاعنف.
http://altaghieer.com/node/25641
ويبدو أن الغرب مستعد لمكافأة حماس على هذه الخطوة ..(أو على الأقل على تصريحاتها)..
فقد صرح مشير المصري النائب عن حركة حماس  أن سويسرا رفعت الحركة من قوائم التنظيمات الموجودة على "لائحة الإرهاب" لديها، وأنها سمحت لمؤسسات سويسرية بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية في غزة لتنفيذ أنشطة ومشاريع بما في ذلك تدريب كوادر تعمل في الوزارات المختلفة.
وقال المصري في تصريحات لصحيفة (الشرق) السعودية : "إن هناك سعيا من قبل الحكومة السويسرية للتحرك لرفع حركة حماس من قوائم الإرهاب الموجودة لدى الاتحاد الأوروبي ، وأصبحوا يتعاطون مع الحركة على أنها حركة مقاومة كفل لها القانون الدولي ذلك".
إن سياسة الإخوان تقوم على طمأنة الجميع مسلمين كانوا أو كفار، إسلاميين كانوا أو علمانيين !
سوف يجد كل طرف ما يريده عند الإخوان ..!
ولن يغضب أحد على الإخوان ..
وقفت من التناقض مستريبا ... وقد يقف اللبيب إذا استرابا..!
" ظن حسين علي المازندراني حين أمر أتباعه أن يتفننوا في النفاق ومجاملات الآخرين فيصلوا مع المسلمين، ويدخلوا الكنيسة مع النصارى، ويدخلوا في محافل اليهود، وأن يتوددوا إلى الهندوس في معابدهم -ظن أن هذا النفاق البغيض هو البداية إلى تحقيق وحدة الأديان فكانت النتيجة عكس ما أراد.
فإن الناس حين كانوا يشاهدون عبد البهاء في كل مكان مع المسلمين ومع النصارى ومع اليهود ومع الهندوس ومع كل صاحب ملة عرفوا تماماً أن المقصود من وراء ذلك إنما هو الزعامة العالمية وهدم كل الأديان، وأن تلك التحولات إنما هي النفاق بعينه، بل والتخبط والاضطراب الفكري.
لأن الجمع بين المتناقضات ليس من فعل الإنسان السوي الذي يحترم مبدأه ونفسه فضلاً عن من يريد قلب الأمور وإصلاح المجتمع وتوحيد أفراده على حسب ما ترى من ضرورة ذلك إذا كان فعلاً مقتنعاً بمبدئه وصلاحيته للأمة " فرق معاصرة لغالب بن علي عواجي (2/ 136).
و مواقف الإخوان كلها تقوم على مجارات الأحداث ومسايرة الواقع بما يتوافق مع المصلحة .
في بداية الثورة في مصر أعلن الإخوان عن عدم تبنيهم لتلك المظاهرات التي كانت هي الشرارة الأولى للثورة. ولما لاحت في الأفق ملامح الثورة وتبين لهم إمكانية حصول بعض النتائج من خلال تلك المظاهرات أعلنوا عن مشاركتهم فيها ..
ولما سارت الثورة في طريق النجاح وضاق الخناق على النظام حاول الإخوان مساومة النظام من أجل تحقيق بعض المكاسب، لكن الثوار كانوا يقظين ولم يسمحوا لهم بالمتاجرة بالثورة .
قبل الثورة كان القرضاوي ينتقد المجاهدين لخروجهم على الحكام ويصفهم بالانحراف ..وكان يرفع شعار "المصالحة بين الحكام والشعوب" ردا على المجاهدين الذين يدعون للخروج على هؤلاء الحكام .
وما ترك حاكما من هؤلاء الحكام إلا زاره وأضفى عليه الشرعية.
وبعد الثورة خرج عميل الأنظمة وطفلها المدلل في ثياب البطل المتحدي لها والرافض لظلمها !
وقبل الثورة كان ولد الددو يفتي بحرمة الخروج على هذه الأنظمة، وبعد الثورة خرج على إحدى القنوات وهو يقول بمشروعية إسقاط الأنظمة التي لا تطبق شرع الله !
وهذا كله يجعلنا نقول :
إن الإخواني كائن برمائي يعيش في كل الظروف ويتكيف مع كل الأجواء، ويتقلب مع تقلب الأحوال .
وليس بالإمكان إطلاق وصف محدد على جماعة الإخوان، لأنها جماعة لا تنطلق من مبادئ محددة ولا تلتزم بضوابط معينة، ومواقفها وسياساتها لا ضابط لها.. بل تتشكل حسب الحاجة والمصلحة ..
فمبادؤها مائعة ومواقفها متقلبة وتصريحاتها متضاربة !
متقلب حسب الظروف فمؤمن
 
يوما ويوما كافر متزندق..!
  
لا يستقر على قرار طبعه
 
ومتى استقر مدى الحياة الزئبق ؟
  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق