أ) في رسالة له إلى
عبد الرحمن بن إبراهيم الغنيم:
قدم لها الشيخ سليمان بن سحمان، بقوله:
(... يعظه فيها عن مجالسة من افتتن بموالاة أعداء الله ورسوله من العساكر
الهاجمة على بلاد المسلمين، والتحذير من رسالة ابن عجلان، وقد سماها الشيخ
رحمه الله؛ حبالة الشيطان، وذكر انها دهليز يُفضي إلى استباحة موالاة
المشركين والاستنصار بهم...) [46].
قال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله
فيها:
(الله أعلم بسرك، وهو الرقيب عليك، لكني أحكي ما ظهر لي منك ذلك الوقت.
وقد ظهر أثر ما ذكرنا، وعقوبة ما إليه أشرنا، بإقبالك واشتغالك بحبالة
الشيطان - رسالة ابن عجلان -
فطرت بها طيران من لا يلوي على أهل ولا صاحب، كأنها العهد الرباني، والوصية
النبوية، واشتغلت بقراءتها وسماعها مع جماعة من العوام والصبيان.
وتلك الرسالة؛ دهليز يفضي إلى استباحة موالاة المشركين، والاستنصار بهم على
المسلمين، والحكم على أهل عصر شيخ الإسلام ابن تيمية من أهل مصر والشام؛
بالشرك والمكفرات، وما فيها من أن جلب عباد الأصنام إلى بلاد الإسلام،
والاستعانة بهم على من خرج عن الطاعة؛ ليس بذنب.
ولولا أن حجاب الجهل والهوى أكثف الحجب وأغلظها؛ لتبين شناعة ما فيها
للناظرين من أول وهلة، وبمجرد الفطرة.
أكل امرئ تحسبين امرءاً ونار توقد في الليل ناراً) [47].
ب) وفي رسالة له إلى محمد بن علي آل موسى، قال رحمه
الله:
(... وهذا من جنس ما حصل من هؤلاء الجهلة في رسالة ابن عجلان، وما فيها من
الاستدلال على جواز خيانة الله ورسوله، وتخلية بلاد المسلمين، وتسليط أهل
الشرك عليها، وأهل التعطيل والكفر بآيات الله، وغير ذلك من ظهور سلطانهم،
وإبطال الشرع بالكلية؛ بمسألة خلافية، في جواز الاستعانة بمشرك، ليس له
دولة ولا صولة، ولا دخل في رأي.
مع أنها من المسائل المردودة على قائليها، كما بسط في غير موضع...) [48].
ج) وفي رسالة له إلى إبراهيم ورشيد بن عوين وعيسى بن
إبراهيم، قال رحمه الله:
(... وأعجب من هذا؛ نسبة جوازه [49] إلى أهل العلم، والجزم بإباحة ذلك.
والصورة المختلف فيها - مع ضعف القول بجوازها وإباحتها، والدفع في صدرها
كما هو مبسوط في حديث: "إنا لا نستعين بمشرك" - هي صورة غير هذه، ومسألة
أخرى.
وهذه الصورة، حقيقتها؛ تولية وتخلية، وخيانة ظاهرة، كما يعرفه من له أدنى
ذوق ونهمة في العلم...) [50].
د) وفي الرسالة السابقة، قال رحمه الله أيضاً:
(... واستخف الشيطان أكثر الناس، وزين لهم الموالاة واللحاق بالمشركين،
وإسناد أمر الرياسة إليهم، وأنهم ولاة أمر، يعزلون ويولون، وينصرون
وينصبون, وأنهم جاؤوا لنصرة فلان - كما ألقاه الشيطان على ألسن المفتونين -
وصاروا بعد الترسم بالدين من جملة أعوان المشركين، المبيحين لترك جهاد
أعداء رب العالمين.
فما أعظمها من مكيدة، وما أكبرها من خطيئة، وما أبعدها عن دين الله ورسوله،
ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وما صدر من بعض الإخوان؛ من الرسائل المشعرة بجواز الاستنصار بهم، وتهوين
فتنتهم، والاعتذار عن بعض أكابرهم؛ زلة لا يرقى سليمها، وورطة قد هلك وضل
زعيمها.
وما أحسن قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ
تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا}، فاقبلوا
وامتثلوا موعظة ربكم، وجاهدوا في الله حق جهاده...) [51].
[46] م: ج3/ص 59.
[47] د: ج8/ص376 – 377، م: ج3/ص 61.
[48] د: ج8/ص342 – 343، م: ج3/ص 29.
[49] أي الاستعانة بالكفار.
[50] د: ج8/ص18 – 19، م: ج3/ص 172.
[51] د: ج8/ص20 - 21، م: ج3/ص 173.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق