الخميس، 4 أكتوبر 2012

الرئيس الذي نطح 'الفيس بوك'

Menbar


قبل الربيع العربي وثوراته المعروفة كان كثيرمن انتاج المشتغلين في الميدان الفني يجد في الاسلام السياسي العدو الذي يصب عليه جام غضبه ثم يوظف الاعلام بمجمله لتصوير الاسلامي بانه اساس خراب الامة وتخلفها. وكان ينهل منه جل موضوعاته وتلقى قبولا لدى شرائح من المجتمع ويسجل فرسان هذه الاعمال سبقا ويحصدون الجوائز وتبارك لهم السلطات الحاكمة انذاك وهم بدورهم يمجدون دور تلك السلطات في المساعدة في بلورة انتاجاتهم التي كانت تمنح السلطان الجرعات اللازمة لمواصلة دوامه في السلطة. وقد وصل الحد في بعضهم الى تأليه السلطان لانه بمال الشعب المسكين ارسله الى عواصم الغرب للعلاج على نفقة الدولة يوما ما مثلما كان يعامل ابناء اسرته هو. وكان يكال له المديح في المناسبات الوطنية والدينية وتلقى القصائد الرنانة تبجيلا له وللاشادة بشكل مبطن بدوره في خدمة فن مقارعة الاسلام السياسي مع الاشارة نفقا الى دوره في خدمة الدين وتغليفا لهجومهم على الاسلام السياسي 'الارهابي' للكسب والتبرير والتربح.

جميعهم أشاروا عليه بأن يستغل الوسيلة الجديدة في عالم التطور والحضارة 'الفيس بوك'، ويهبط من عليائه ويخاطب شعبه الذي ينتظر سماع آرائه وأفكاره المضيئة التي ستنير طريقهم للعيش بسلام، والانطلاق نحو بوابات الحرية المفتوحة وأسواق الشبع بعد الجوع والظمأ.

أعتذر للقارىء الكريم لأني سأبدأ هذه المقالة بنكتة سائدة وباللغة الدارجة ( واحد غلبان أوضاعه المادية تحت الصفر، وين مايروح بدعي ياربي أربح اليانصيب، والله ياربي حياتي ضنك وأولادي جيعانين ، وفواتير الكهربا والمية.. رايح جاي يردد هالدعاء، أشفق عليه جاره، فدعا الله أن يستجيب لدعاء هذا الغلبان ويربح في اليانصيب وأوغل في الدعاء حتى أشفقت السماء من كثرة دعائه لجاره ، فجاءه هاتف يقول له، تمت الاستجابة لدعائك ولكن قول لجارك (....)يشتري ورقة يانصيب، يعني قول لجارك (.....) اعقل وتوكل وخذ بالأسباب ، كيف تربح اليانصيب وأنت لم تشتر ورقة؟! وهذا هو حال السلطة الفلسطينية التي انكفأت رموزها وغاب فعلهم عن الساحة المحلية والدولية، وسلموا لحيتهم كاملة للسيد أبو مازن الذي يريد وضع فلسطين على الخريطة دون أن يملك ورقة تأثير واحدة ، وروض الشعب الفلسطيني في الداخل أمنيا واقتصاديا، وحول الناس إلى مستهلكين ينتظرون رواتب السلطة في آخر الشهر، وأصبح منتهى طموحهم وأعلى سقف لمطالبهم مصروف العيال وخبزهم ودفاترهم ولم يعد الاحتلال يؤرقهم، وتحولت هتافاتهم من ارحل ارحل يامحتل إلى دبر حالك يافياض . وفياض هذا كما تعلمون صاحب البقرة الحلوب، التي نضب حليبها، لانها تحتاج علفا والعلف في الطاحونة ( المانحون ) والطاحونة مغلقة، ومفتاحها مع صلاح، وصلاح (هو أمريكا ونتنياهو، وصلاح ضيع المفتاح، وعباس لا يبحث عن المفتاح ويريد وضع فلسطين على الخريطة، هكذا بخطاب هزيل على منبر الجمعية العامة. طيب ياأخي اشتري ورقة يانصيب، حرك الشعب للمقاومة المدنية السلمية على الأقل، باعتبارك تكره العنف، وترتجف من اللون الأحمر . ما هو برنامجك غير التحليق في الطائرة والتسول على أبواب المانحين وترويض الشعب الذي لم يتوقف ربيعه إلا على عهدك. من شأن الله اشتري ورقة يانصيب.

ينتشر صابون ومستحضرات تنظيف الجِلد الإمبريالي Imperial Leather بكثرة وبخاصة في الأسواق العربية كونه من الماركات الانجليزية الجيدة التي يعود تاريخ تصنيعها الى القرن الثامن عشر عام 1768 وكعادة العرب في الاستيراد والاستهلاك دون تمييز لم يلفت نظرنا ولم يزعجنا كلمة الإمبريالية المستخدمة في اسم المنتج التي وان غادرت بلادنا بالتحرر الظاهري من اوار الاستعمار ما زالت تجثم في دولنا وقلوبنا وعقولنا في مجتمعاتنا وسياساتنا واقتصادنا وما زالت الغرب يسوقنا بعصاته كالدابة التي لا تتحرك الا بالجَلد!

حـــوار فـي قضــية اليـــوم اهمية التوازن النووي في المنطقة
نحن لا نقف مع ايران لانها فقط في موقف دفاع بل لانها ايضا كل ما تبقى لنا من أمل في الوقوف في وجه الهيمنة الامريكية والاسرائيلية في زمن الضعف والانحطاط الرسمي العربي. اسرائيل ما امتلكت السلاح النووي الا من أجل استخدامه عند الضرورة القصوى اذا ما شعرت ان وجودها اصبح في خطر، وخشيتها من امتلاك ايران لهذا السلاح ليس لأنها تخشى من استعماله ضدها بل لأن امتلاك ايران لهذا السلاح يخلق توازنا يمنعها- اي اسرائيل- من استخدامه عند الضروره.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق