السبت، 27 أكتوبر 2012

«حزب الله» والأسد شريكان استراتيجيّان!

ربط «حزب الله» مستقبله بمصير الرئيس السوري بشار الأسد، لكن تبدّل الأوضاع جعل الحزب يلتزم الصمت حيال ما إذا كان سينضمّ الى المعركة دعماً لحليفه. فالمخاطر كبيرة بالنسبة لـ«حزب الله»، إذ إن أكثر ما يثير قلقه في إطاحة الأسد أن يمهّد ذلك الطريق أمام زيادة الضغط الغربي لنزع سلاحه، ما لم تحصل حرب ضد إيران، أقوى حلفائه ومؤسّسته.
وفقدان الأسد سيحرم الحزب أيضاً من شريكه الاستراتيجي وخط الامداد الرئيسي لترسانته العسكرية. وثمّة تسريبات عديدة تتحدّث عن تهريب أسلحة نظام الأسد الى «حزب الله» في خضمّ الصراع الحاصل حالياً.
وبذلك، يواجه «حزب الله» تهديداً من جانبين: إسرائيل من جهة، وسورية ما بعد الأسد معادية للحزب، إذ يعتقد «حزب الله» أن خصومه، بمن فيهم الغرب وإسرائيل، يعملون على إعادة تشكيل الشرق الأوسط من خلال تغيير الأسد ليحلّ محلّه حاكم مناهض للحزب. فالمنطقة يهيمن عليها الانقسام بين السنّة والشيعة والأسد ينتمي للطائفة العلوية الشيعية. ومن غير المرجّح أن تؤيّد قيادة سنّيّة جديدة «حزب الله».
وعمّقت الانتفاضة السورية الانقسامات الطائفية في لبنان، حيث ألبّت كثيراً من السنّة الداعمين للانتفاضة على «حزب الله» وغيره من الشيعة الذين يؤيّدون الأسد.
وفي حين لا يملك السنّة قوّة عسكرية تضاهي قوّة «حزب الله»، وجد مقاتلون إسلاميون سنّة، بينهم عرب شاركوا في حربي العراق وأفغانستان، ملاذاً لهم في لبنان.
سورية في حالة حرب. وفي الحروب كل الخيارات مطروحة على الطاولة. وما يهمّ «حزب الله» هو أن يبقى خط دمشق مفتوحاً أمامه، وهو مستعدّ للقيام بما يستطيعه للحفاظ على ذلك. فلم يبد «حزب الله» أي دلالة على التخلّي عن الأسد، لكن لا شكّ في أنه لن يقف مكتوف اليدين إذا زاد الوضع سوءاً، سواء عبر نشر عناصره لتأمين الحدود السورية مع لبنان الذي يهاجم مسلّحون معارضون مواقع حدودية سورية انطلاقاً منه، أو عبر الاستعداد لقتال طويل وشاقّ في سورية.
حتى الآن يقول «حزب الله» إنه يراقب الاضطراب في سورية، لكن لا يمكنه أن ينفصل عن الموضوع، فلا خيار له في ذلك، فالمسألة مصيرية بالنسبة لهم. فـ«حزب الله» سيقف في صف النظام للحظة الأخيرة من أجل كل شيء.  ويمكن إيجاز رؤية «حزب الله» في تصريح إيراني بأن أيّ تدخّل في سورية سيواجه «ضربات حاسمة»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق