الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على
سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان
إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر
والعلن.
أيها المؤمنون: وختمت سورة التكاثر بالدعوة إلى المحافظة
على نعم الله تعالى، وحسن تقديرها، وتمام تدبيرها، وعدم إتلافها أو الإفراط في
استخدامها، قال الله سبحانه وتعالى:( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)
فالإنسان مسؤول بين يدي مولاه، عما أنعم
عليه، وقد ورد في هذا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم أو ليلة فإذا
هو بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال:« ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة
؟». قالا: الجوع يا رسول الله. قال:« وأنا والذي نفسى بيده لأخرجني الذى
أخرجكما قوموا». فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار ... فجاءهم بعذق فيه
بسر وتمر ورطب ... وذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا
ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر:« والذي نفسي بيده
لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى
أصابكم هذا النعيم».
فلينظر كل منا إلى ما منحه الله تعالى من
النعم التي بين يديه، من العافية والمال والولد والعلم والاستقرار والرفاهية،
وليحمد الله عليها ويشكره، ويذكر فضله ولا يجحده، وليسأله دوام النعم مع حلول
البركة فيها، فإن الشكر يديم النعم ويبقيها.
عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته
فقال تعالى:(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليما)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من
صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا»
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم عرفنا نعمك بدوامها، وألهمنا شكرها،
ولا تعرفنا عليها بزوالها، اللهم إنا نسألك قلبا شاكرا، ولسانا
ذاكرا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا، وعلما نافعا، وعافية في البدن،
وبركة في العمر والذرية، اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا
تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا، اللهم اجعل زادنا التقوى،
وزدنا إيمانا ويقينا وفقها وتسليما، اللهم
إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر،
اللهم إنا نسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته،
ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا حاجة إلا قضيتها
ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب
النار.
اللهم وفق ولي أمرنا رئيس الدولة، الشيخ
خليفة ونائبه لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم
والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وإخوانهما شيوخ الإمارات
الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم اشمل بعفوك وغفرانك ورحمتك
آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن كان له فضل علينا.
اللهم اغفر لكل من وقف لك وقفا يعود نفعه على
عبادك، اللهم بارك في مال كل من زكى وزده من فضلك العظيم، اللهم إنا نسألك المغفرة
والثواب لمن بنى هذا المسجد ولوالديه، ولكل من عمل فيه صالحا وإحسانا، واغفر اللهم
لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك.
اللهم أدم على دولة الإمارات الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين.
اذكروا الله العظيم يذكركم،
واشكروه على نعمه يزدكم (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما
تصنعون).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق